الثلاثاء، 27 مارس 2012

الإيمان



جزى الله الإيمان عنا خيرا , فلولاه لثقلت على عواتقنا هذه الهموم التي نعالجها , و لولاه لعجزنا عن أن نتنفس الراحة التي تعيننا على المسير في صحراء هذه الحياة القاحلة , فهو النجم الخافق الذي يلمع من حين إلى حين في سماء الليلة المظلمة المدلهمة فينير أرجائها , و هو الدوحة الفينانة التي يلجأ إليها المسافر في حرور الصحراء و سمومها فيجد في ظلالها راحته و سكونه , و هو الجرعة الباردة التي يظفر بها الظاميء الهيمان فينقع بها غلته , و يفثأ لوعته , و هو المطرة الشاملة التي تنزل بالأرض القاحلة فتهتز تربتها و تحيي مواتها و تبعث في صميمها القوة و الحياة , و هل كنا نستطيع أن نبقى لحظة واحدة في هذه الدار التي لا نفلت فيها من هم إلا إلى هم , و لا نفزع من رزء إلا إلى رزء , لو لا يقيننا أن هذه الطريق الشائكة التي نسير فيها إنما هي سبيلنا الوحيد الذي يفضي بنا إلى النعيم الذي أعده الله في جواره للصابرين من عباده ؟ و هل كان في استطاعة مريضنا الذي يئس من الشفاء , و فقيرنا الذي عجز عن القوت , و ثاكلتنا التي فقدت واحدها من حيث لا ترجو سواه , أن يحتفظوا بعقولهم سليمة , و مداركهم صحيحة , و عزائمهم متماسكة , لولا أنهم يعلمون أن حياتهم لا تنقضي بانقضاء أنفاسهم على ظهر الأرض , و أن حياة أخرى في عالم غير هذا العالم , لا سقم فيها و لا مرض , و لا بؤس و لا شقاء ؟ ....

هناك تعليق واحد:

و لمن خاف مقام ربه جنتان يقول...

لقد علمتني الحياة بأني أمر عليها مرة في الزمان

فان كنت أعرف ربي ودربي نجون وفزت ونلت الجــنان

لقد علمتني الحياة بأني مزيج تراب وروح وماء

وأني ضعيف اذا كنت وحدي واني قوي برب السمـــاء

لقد علمتني الحياة بأني فتى عابر في الربى والحقول

فقلت وماذا اكون أجــابت الا فلتكن كالربيع الجـــميل

لقد علمتني الحياة بالا أطأطأ راسي للنائبات

وان احتمي في ظلال اليقين وبالصبر عند الاسى والصـلاة

لقد علمتني الحياة التفاؤل في كل حال وفي كل حين

وان التشاؤم ليس يحــل بقلب فتى عامــر باليقـــين

لقد علمتني الحياة الصفاء وقد علمتني الحياة العطاء

فأمسيت للحـب وصـرت أجود بعـمري كيــنبوع مـاء