الخميس، 22 مارس 2012

السعادة



و هنا تنفس الشيخ الصعداء ثم قال :

أستطيع أن أقول لك يا بني إن السعادة ينبوع يتفجر من القلب , لا غيث يهطل من السماء , و أن النفس الكريمة الراضية البريئة من أدران الرذائل و أقذارها , و مطامع الحياة و شهواتها , سعيدة حيثما حلت , و أني وجدت في القصر و في الكوخ , في المدينة و في القرية , في الأنس و في الوحشة , في المجتمع و في العزلة , و بين الآكام و الصخور , فمن أراد السعادة فلا يسأل عنها بين القصور و الدور , و بين الفضة و الذهب , و القصور و البساتين , و الأرواح و الرياحين , بل يسأل عنها نفسه التي بين جنبيه , فهي ينبوع سعادته و هنائه إن شاء , و مصدر شقائه و بلائه إن أراد , و ما هذه الابتسامات التي نراها تتلألأ في أفواه الفقراء و المساكين و المحزونين و المتألمين لأنهم سعداء في عيشهم , بل لأنهم سعداء في أنفسهم , و ما هذه الزفرات التي نسمعها تتصاعد من صدور الأغنياء و الأثرياء , و أصحاب العظمة و الجاه , لأنهم أشقياء في عيشهم , بل لأنهم أشقياء في أنفسهم ....

ليست هناك تعليقات: