الخميس، 6 سبتمبر 2012

أنين الذكريات





اللهم ارزق أحبتي بكل خفقة قلب فرجا. وبكل طرفة عين مخرجا. وبكل صباح مشرق عفوا.
وبكل مسآء هادئ صفوا. وبكل ركعة استقرارا وامنا. وبكل دعاء استجابة.

الاثنين، 3 سبتمبر 2012

برُّ الأم



عن عطاء بن يسار عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه أتاه رجل فقال أنى

خطبت امرأة فأبت أن تنكحني وخطبها غيرى فأحبت أن تنكحه فغرت عليها فقتلتها.

فهل لي من توبة ؟ قال أمك حية ؟ قال لا ، قال تب إلى الله عز وجل وتقرب

إليه ما استطعت ، فذهبت فسألت ابن عباس لم سألته عن حياة أمه؟ فقال : 

أنى لا أعلم عملا أقرب الى الله عز وجل من بر الوالدة. 

فراق و لقاء




تتبخر مياه البحر و تتصاعد ثم تجتمع و تصير غيمة وتسير فوق التلال و الأودية حتى

إذا ما لاقت نسيمات لطيفة تساقطت باكية نحو 

الحقول وانضمت إلى الجداول و رجعت إلى البحر موطنها.

حياة الغيوم فراق و لقاء, دمعة وابتسامة.  

*جبران خليل جبران * 

الأربعاء، 2 مايو 2012

إِلَهي لا تُعَذِّبني





إِلَهي لا تُعَذِّبني فَإِنّي مُقِرٌّ بِالَّذي قَد كانَ مِنّي

فَما لي حِيلَةٌ إِلا رَجائي بِعَفوِكَ إِن عَفَوتَ وَحُسنِ ظَنّي

فَكَم مِن زَلَّةٍ لِي في الخطايا عَضَضتُ أَناملي وَقَرَعتُ سِنّي

يَظُّنُ الناسُ بي خَيراً وَإِنّي لَشَرُّ الخَلقِ إِن لَم تَعفُ عَنّي

وَبَينَ يَديَّ مُحتَبسٌ طَويلٌ كَأَنّي قَد دُعِيتُ لَهُ كَأَنّي

أَجُنُّ بِزَهرَةِ الدُنيا جُنوناً وَأَفنِي العُمرَ مِنها بِالتَمَنّي 

فَلَو أَنّي صَدَقتُ الزَهدَ فيها قَلَبتُ لَها حَقّاً ظَهرَ المُجَنِّ 

الثلاثاء، 1 مايو 2012

Il faut toujours un perdant


Moi
je te retrouve au millieu de tes fleurs
Chez toi la vie a toutes les couleurs
et le goût du bonheur

Moi
en noir et blanc je vois passer les jours
comme un brouillard qui tournerait autour
des choses de l’amour

Je sais
en amour il faut toujours un perdant
j’ai eu la chance de gagner souvent
et j’ignorais que l’on pouvait souffrir autant

Je sais
en amour il faut toujours un perdant
j’ai eu la chance de gagner souvent
Je t’ai perdue, pourtant

الأحد، 29 أبريل 2012

مواعظ لأبي الفتح البستي




واشدد يديك بحبل الله معتصماً  فإنه الركن إن خانتك أركان 


لا ظل للمرء يغني عن تقى ورضا  وإن أظلته أوراق وأفنان 


كل الذنوب فإن الله يغفرها  إن شيع المرء إخلاص وإيمان 


وكل كسر فإن الله يجبره  وما لكسر قناة الدين جبران 


أبو الفتح البستي 

فراقك مؤلم جدا


و حين افترقنا ... تمنيت سوقا يبيع السنين ... يعيد القلوب و يحي الحنين 

أحلامي المحلقة بعيدا



هل في وسعي أن أختار أحلامي لئّلا أحلم بما لا يتحقق 

محمود درويش 

آن وقت البياض



و الخطى تمضي يهفو قلبي ..
كل شيء في الحنـآيـآ يهتز
يـآ الله
يـآ الله
يـآ الله
و حنيني يزيد إليهـآ ..
أهيم شوقا لِـمغفرة تنتشلني من بحر الذنوب
لأمضي في طريق

الرجوع

السكينة مجلجة لحظة التأهب للمضي على قدم السفر..
فاح الإشتياق و دقت أجراس الحنين و تاق قلبي
عاثت بي المشاعر كلما اقتربنا أكثر
زادت الخفقات و الدمعات تحكي

آن وقت البياض
لتطهر من دنس الذنوب
إشتقنا لصحائف نقية
يَـآ نفسي تزودي كوني تقية
و أنفاس الحنين تضج بها الحنايا
عتمة القلب يا الله
ستشرق بعد طول تخبط في الظلام
و بقعة الإيمان تضاء فيه
و يلفني الشوق ..
و التكبير يصغي مسامعي صدّاحة
يا له من شعور عندما نتجاوز شعث المسافات و تستقبلنا الجبال
و أنفاس الجدل لا تسع المضى
و لحظة الوصول
تشرئب الأعناق .. و الأعين تترقب لِـنُنِيخ مواجعنا
يضج التكبير و النبضات تخفق بشدة
وآ شوقـآه  يـآ بكـة
و ينتفض إشتياقا كلما ذكرت إسرافي على نفسي
فتهمي دموع بحرارة الذنوب و الشوق لِـلرجوع
يتلقفني الحنين من بين الجموع و ماء العين يهمي في خضوع
و لا زالت بي الأطراف تحن لآن الركوع
دوى نداء الإيمان بين حنايـآيـآ مجلجلا
فاهتزت أوصالي .. و ودق العين ينسكب منعشآ كل ذرات جسدي..
ليهبني أنفاس الحياة 
و أخذت أهذي وسط لجة المشاعر
و كل أركاني
تنتفض..

لبيك اللهم لبيك .. لبيك لا شريك لك لبيك

الاثنين، 23 أبريل 2012

و أن إلى ربك المنتهى




كانا يتمشيان على النيل والشمس تغيب في الأفق والنسيم يداعب الشجر قال وهو يمسك بيدها في حب

- أتعرفين ماذا تحت قدمك الآن؟

- ماذا تعني ؟

- أتعرفين على أي شيء تقفين إن تحت قدمك الصغيرة هذه أربع مدن وثمانية عصور وثمان حضارات وسبعة آلاف عام من التاريخ هل تصدقين أن تحت قدمك عصرا رومانيا وعصرا فاطميا وعصرا مملوكيا وعصرا تركيا وعصرا قبطيا وعصرا اسلاميا وعصرا فرعونيا وعصرا حجريا أكاد أرى المواكب تخرج في أبهتها ودورعها... وأكاد أسمع صهيل الخيل وجلجلة السلاح... وأكاد أرى الدم يسيل... والناس تختصم وتتصارع وتتحارب وتتزوج وتتاجر وتهاجر.. وأكاد أرى الدموع تلمع على خدود ما تلبث أن تغدو ترابا.. وأكاد أرى نظرات الغرور ما تلبث أن تأكلها الديدان... والمنتصر يرقد الى جوار المهزوم والقاتل يتمدد إلى جوار قتيله... والهاجر الغادر ما يلبث أن يسحب عليه الزمن ستار الهجر فيغدو مهجورا هو الآخر لا حس ولا أثر و لا خبر أين ذهب .... أين الجنون ؟؟؟ أين رقد اليأس ... أين نامت الفتن.. ماذا بقى من هذه النيران المشتعلة في الصدور؟؟؟

قالت الفتاة وهي ساهمة تنظر إلى التراب تحت قدميها

- ترى هل يبقى شيء من حبنا أم أننا ماضون نحن أيضا إلى لاشيء ؟!!

قال وهو يضحك:

- في عصر السرعة الذي نعيشه يكاد يكون الحب فستانا تتعلق به الفتاة لمدى لبسة واحدة ... ثم بعد ذلك تتغير الموضة

- هل هذا رأيك ؟

- هذا حال أكثر الناس

- وهل نحن من أكثر الناس ؟

- كل الذين تحت قدمك... قد أقسموا وهم يبكون أن ما بينهما كان شيئا خاصا نادرا ليس له مثيل...

ألم يصدق بعضهم ؟

- نعم ... أقل القليل ... الذين استودعوا عند الله شيئا فالله وحده هو الذي يحفظ الودائع

وأردف وهو ينظر الى السماء الممدودة:

- الذين أحبوا بعضهم فيه ونظروا إلى بعضهم في مرآته ... الذين أفرشوه أسرارهم وأسلموه إختيارهم فأصبح مرادهم مراده.. هؤلاء أهله.. الذين هم إليه... وليسوا للتراب...

قالت وهي مازالت على شرودها تنظر في داخل عينيه :

- وأين نحن من هؤلاء ؟؟

قال وهو لايزال ينظر الى السماء الممدودة

- الكل يدعي أنه من هؤلاء ولكن الزمن وحده هو الذي يكشف صدق الدعوى.. ولهذا خلق الله الدنيا ليتميز أهل الدعاوى من أهل الحقائق

- ألا ترى نفسك مخلصا ؟

- لست من الغرور بحيث أسبق الزمن إلى الحكم... فما أكثر ما يخدع الإنسان في نفسه... وما أكثر ما يستدرج إلى ثقة في النفس مبالغ فيها... ثم يأتي الزمن فيكذبه على لسانه...

وشرد قليلا ثم أردف:

- الإخلاص هو أخفى الخفايا... وهو سر لايكاد يطلع عليه إلا الله... ونحن نأتي إلى الدنيا أو نأتي بدونه ولا يعلم سرنا إلا خالقنا...

قالت ويدها ترتجف في يده :

- إني خائفه !

قال وهو يمشي الهوينا:

- أنا أعيش في هذا الخوف... إنه الخوف الجميل... الخوف من أن يظهر المكتوم... فإذا به على غير ما نرضى وعلى غير ما نحب وهو خوف يدفع كلا منا إلى إحسان العمل ... وهو خوف لا يوجد إلا عند الأتقياء ... لأنه خوف يحمي أصحابه من الغرور ... ألم يقل أبو بكر... مازلت أبيت على الخوف وأصحو على الخوف حتى لو رأيت إحدى قدمى تدخل الجنة فإنى أظل خائفا حتى أرى الثانية تدخل ...؟!! فلا يأمن مكر الله إلا القوم الضالون...

- ولماذا يمكر بنا الله ؟

- مكر الله ليس كمكرنا ... فنحن نمكر لنخفي الحقيقة أما الله فيمكر ليظهرها وهو يمكر بالمدعي حتى يظهره على حقيقة نفسه فهو خير الماكرين

- ألا توجد راحة ؟

- ليس دون المنتهى راحة

- ومتى نبلغ المنتهى ؟

عنده ... أليس هو القائل؟

(وأن إلى ربك المنتهى)

د مصطفى محمود

الجمعة، 20 أبريل 2012

الأحنف ابن قيس



وقعتْ قتنةٌ بين قبيلتينِ في الكوفةِ في المسجدِ الجامعِ ، فسلُّوا سيوفهم ، وامتشقوا رماحهم ، وهاجتْ الدائرةُ ، وكادتِ الجماجمُ تفارقُ الأجسادَ ، وانسلَّ أحدُ الناسِ من المسجدِ ليبحث عن المُصْلحِ الكبيرِ والرجلِ الحليمِ ، الأحنفِ بنِ قيسٍ ، فوجدهُ في بيتِه يِحلبُ غنمه ، عليه كساءٌ لا يساوي عشرة دراهم ، نحيلُ الجسمِ ، نحيفُ البنيةِ ، أحنفُ الرجلين ، فأخبروه الخبرَ فما اهتزتْ في جسمِهِ شعرةٌ ولا اضطرب ؛ لأنه قدِ اعتاد الكوارث ، وعاش الحوادث ، وقال لهم : خيراً إنْ شاء اللهُ ، ثم قُدِّم له إفطارُه وكأنْ لم يحدثْ شيءٌ ، فإذا إفطارهٌ كِسْرةٌ من الخبزِ اليابسِ ، وزيتٌ وملحٌ ، وكأسٌ من الماءِ ، فسمَّى وأكل ، ثمَّ حمدَ اللهَ ، وقال : بُرٌّ منْ بُرِّ العراق ، وزيتٌ من الشامِ ، مع ماءِ دجلة ، وملح مرو ، إنها لنعمٌ جليلةٌ . ثم لبس ثوبَهَ ، وأخذ عصاهُ ، ثم دلف على الجموعِ ، فلمّا رآه الناسُ اشرأبَّتْ إليه أعناقُهم ، وطفحتْ غليه عيونُهم ، وأنصتوا لما يقولُ ، فارتحل كلمة صُلْحٍ ، ثمَّ طلب من الناسِ التفرُّق ، فذهب كلُّ واحداً منهمْ لا يلوي على شيءٍ ، وهدأت الثائرةُ ، وماتتِ الفتنةُ .

الخميس، 29 مارس 2012

أيها الطائر


أَمَا وَالَّذِي شَاءَ لَمْ يَخْلُقِ النَّوَى


لَئِنْ غِبْتَ عَنْ عَيْنِي لما غِبْتَ عَنْ قَلْبِي


أَخِي رَعَاكَ اللَّهُ فِي كُلِّ وِجْهَة تَوَجَّهْتَهَا مَا بَيْنَ شَرْقٍ إِلَى غَرْبِ


تَوَهَّمُ مِنْكَ الشَّوْقَ حَتَّى كأنني أُنَاجِيكَ مِنْ قُرْبٍ


وَإِنْ لَمْ تَكُنْ قُرْبِي وَأَرْقُبُ إِشْفَاقِي عَلَيْكَ مِنَ الْقَذَى وَهَبْ ضَمِيرِي مِنْهُ أَجْنِحَةَ الرُّعْبِ


عَسَى وَلَعَلَّ اللَّهَ يَسْتُرُ مَا انْطَوَتْ عَلَيْهِ مِنَ الأَقْدَارِ مِنْ شِدَّةِ الْكَرْبِ

أبو العتاهية

الحب



لما سئل الإمام الغزالي عن أسباب الحب أجاب و قال:

خمسة أسباب للحب هي :

* حب الإنسان لوجوده وبقائه إذ لا يخفى أن الإنسان يحب نفسه ومعنى ذالك أن في طبعه ميلا إلى دوام وجوده وينفر من العدم والهلاك ويكره الموت والقتل فالمحبوب الأول للإنسان ذاته تم سلامة أعضائه ثم ماله ثم ولده ثم عشيرته و أصدقاؤه

* حب الإنسان من أحسن إليه فالإنسان عبد الإحسان وقد جلبت القلوب على حب من أحسن إليها وبغض من أساء اليها

* حب الإنسان للإحسان نفسه وهنا يحب الإنسان الشيئ لذاته لا لشخص المحسن ولا لحظ يناله منه

* حب الإنسان لكل ماهو جميل فإن كل جمال محبوب إذا فيه عين اللذة واللذة محبوبة لذاتها لا لغيرها والحسن والجمال موجودان في غير المحسوسات إذ يقال هذا خلق حسن وهذا علم حسن وهذه سيرة حسنة وهذه أخلاق جميلة

* حب الإنسان لمن بينه وغيره مناسبة خفية في الباطن إذ رب شخصين تتأكد المحبة بينهما لا بسبب جمال أو حظ ولكن لمجرد تناسب الأرواح

** الأَرْوَاحُ جُنُودٌ مُجَنَّدَةٌ فَمَا تَعَارَفَ مِنْهَا ائْتَلَفَ وَمَا تَنَاكَرَ مِنْهَا اخْتَلَفَ **

Je t’aime papa / أحبك أبي



في كل شيء يا أبي ألقاك
في ضعفي ... و خوفي ... و ابتهالي
):'

الأربعاء، 28 مارس 2012

Habibi ya rassoul allah



Mohamed rassoul allah el salat w salam alyhi avant sa mort, il dit

Mes frères d'Ohod (les martyrs) me manquent! Je veux leur rendre visite » Il alla les voir et leur dit: «Assalam aleykoum martyrs d'Ohod! Vous êtes les précurseurs et je suis, inch'Allah, le suivant. » Sur le chemin du retour, il se mit à pleurer, et ses compagnons lui demandèrent : «Qu'est-ce qui te fait pleurer ya rassoul'Allah? »Il répondit: « Mes frères me manquent! » On lui dit alors : « Ne sommes-nous pas tes frères? » Il dit : Non! Vous êtes mes compagnons! Mes frères sont des gens qui viendront après moi, croiront en moi alors qu'ils ne m'ont pas vu

إقامتي رحيل



همسَ بيتي في أذني : " لا تهجرني ... في داخلي يسكنُ ماضيك "

وقالت ليَ الطَّريق : " تعالَ اتبعني ... أنا مستقبلُك "

وللبيت والطريق أقول: "لا ماضٍ لي ولا مستقبل , إذا أقمتُ فإقامتي رحيلٌ، وإن رحلتُ فرحيلي بقاءٌ وحدَهما، المحبَّةُ والموت، قادران على تغيير جميع الأشياء" ...

جبرانيات فاطيمية



احتقرتُ نفسي سبعَ مرَّات:

الأولى، عندما رأيتُها تتظاهرُ الوضاعة وهي تنشدُ الرِّفعة

والثانية عندما رأيتها تترنَّح متجاوزة العَرْجى

والثالثة عندما خُيِّرتْ بين السَّهل والشَّاق ففضَّلت السَّهل

والرابعة عندما اقترفَتْ ذنباً وراحتْ تبرِّره باقتراف الآخرين ذنوباً مماثلة

والخامسة عندما عجِزَتْ عن فعل شيء لضعفها وعزَتْ صبرَها إلى القوَّة

والسادسة عندما احتقرتْ بشاعة وجهٍ تبيَّن أنه أحدُ براقعها

والسابعة عندما غنَّتْ مديحاً واعتبرتْ غناءَها فضيلة

الثلاثاء، 27 مارس 2012

إذا ما بكيت أراك ابتسامه


لماذا أراك وملء عيوني
دموع الوداع؟
لماذا أراك وقد صرت شيئا
بعيدا.. بعيدا..
توارى... وضاع؟

إذا ما بكيت أراك ابتسامه
وإن ضاق دربي أراك السلامة
وإن لاح في الأفق ليل طويل
تضيء عيونك.. خلف الغمامة
* * *
لماذا أراك على كل شيءٍ
كأنكِ في الأرضِ كل البشر
كأنك دربٌ بغير انتهاءٍ
وأني خلقت لهذا السفر..
إذا كنت أهرب منك .. إليك
فقولي بربك.. أين المفر؟!



* فاروق جويدة *

الإيمان



جزى الله الإيمان عنا خيرا , فلولاه لثقلت على عواتقنا هذه الهموم التي نعالجها , و لولاه لعجزنا عن أن نتنفس الراحة التي تعيننا على المسير في صحراء هذه الحياة القاحلة , فهو النجم الخافق الذي يلمع من حين إلى حين في سماء الليلة المظلمة المدلهمة فينير أرجائها , و هو الدوحة الفينانة التي يلجأ إليها المسافر في حرور الصحراء و سمومها فيجد في ظلالها راحته و سكونه , و هو الجرعة الباردة التي يظفر بها الظاميء الهيمان فينقع بها غلته , و يفثأ لوعته , و هو المطرة الشاملة التي تنزل بالأرض القاحلة فتهتز تربتها و تحيي مواتها و تبعث في صميمها القوة و الحياة , و هل كنا نستطيع أن نبقى لحظة واحدة في هذه الدار التي لا نفلت فيها من هم إلا إلى هم , و لا نفزع من رزء إلا إلى رزء , لو لا يقيننا أن هذه الطريق الشائكة التي نسير فيها إنما هي سبيلنا الوحيد الذي يفضي بنا إلى النعيم الذي أعده الله في جواره للصابرين من عباده ؟ و هل كان في استطاعة مريضنا الذي يئس من الشفاء , و فقيرنا الذي عجز عن القوت , و ثاكلتنا التي فقدت واحدها من حيث لا ترجو سواه , أن يحتفظوا بعقولهم سليمة , و مداركهم صحيحة , و عزائمهم متماسكة , لولا أنهم يعلمون أن حياتهم لا تنقضي بانقضاء أنفاسهم على ظهر الأرض , و أن حياة أخرى في عالم غير هذا العالم , لا سقم فيها و لا مرض , و لا بؤس و لا شقاء ؟ ....

الأحد، 25 مارس 2012

زيارة الحكمة



في هدوء الليل جاءت الحكمة و وقفت بقرب مضجعي و نظرت إلي نظرة الأم الحنون و مسحت دموعي و قالت : سمعت صراخ نفسك فأتيت لأعزيها , ابسط قلبك أمامي فأملأه نورا , سلني فأريك سبيل الحق , فقلت : من أنا أيتها الحكمة و كيف سرت إلى هذا المكان المخيف ؟ ما هذه الأماني العظيمة و الكتب الكثيرة و الرسوم الغريبة ؟ ما هذه الأفكار التي تمر كسرب الحمام ؟ ما هذا الكلام المنظوم بالميل , المنثور باللذة ؟ ما هذه النتائج المحزنة , المفرحة , المعانقة روحي , المساورة قلبي؟ ما هذه العيون المحدقة بي , الناظرة أعماقي , المنصرفة عن آلامي ؟ ما هذه الأصوات النائحة على أيامي , المترنمة بصغري ؟ ما هذا الشباب المتلاعب بميولي , المستهزيء بعواطفي , الناسي أعمال الأمس , الفارح بتفاهة الحال , المستنكف من بطء الغد ؟ ما هذا العالم السائر بي إلى حيث لا أدري , الواقف معي موقف الهوان ؟ ما هذه الأرض الفاغرة فاها لابتلاع الأجسام , المفرجة صدرها لسكنى المطامع ؟ ما هذا الإنسان الراضي بمحبة السعادة , و دون وصالها الهاوية, الطالب قبلة الحياة و الموت يصفعه, الشاري دقيقة اللذة بعام الندامة , المستسلم للكرى و الأحلام تناديه , السائر مع سواقي الجهالة إلى خليج الظلمة ؟ ما هذه الأشياء أيتها الحكمة ؟ .....

قالت : .....................................................

اذهب إلى البرية تجد النحلة حائمة حول الزهور و النسر ينقض على الفريسة , أدخل بيت جارك تر الطفل مدهوشا بأشعة النار و الوالدة مشغولة بأعمال منزلها , أنت كالنحلة و لا تصرف أيام الربيع ناظرا أعمال النسر , كن كالطفل و أفرح بأشعة النار و دع والدتك و شأنها , كل ما تراه كان و يكون من أجلك , ... الكتب الكثيرة و الرسوم الغريبة و الأفكار الجميلة هي أشباح نفوس الذين تقدموك , .... الكلام الذي تحوكه هو الواصل بينك و بين إخوانك البشر , ... النتائج المحزنة المفرحة هي البذور التي ألقاها الماضي في حقل النفس و سوف يستغلها المستقبل ... إن هذا الشباب المتلاعب بميولك هو الفاتح باب قلبك لدخول النور , إن هذه الأرض الفاغرة فاها هي التي تخلص نفسك من عبودية جسدك , ... إن هذا العالم السائر بك هو قلبك , فقلبك هو كل ما تظنه عالما , .... إن هذا الإنسان الذي تراه جاهلا و صغيرا هو الذي جاء من لدن الله ليتعلم الفرح بالحزن و المعرفة من الظلمة ....

و وضعت الحكمة يدها على جبهتي الملتهبة و قالت : سر إلى الأمام و لا تقف البتة , فالأمام هو الكمال , سر و لا تخش أشواك السبيل , فهي لا تستبيح إلا الدماء الفاسدة ...

و لمن خاف مقام ربه جنتان



كان بالمدينة فتى يعجب عمر بن الخطاب رضي الله عنه شأنه , فانصرف ليلة من صلاة العشاء فتمثلت له إمرأة بين يديه , فعرضت له بنفسها , ففتن بها و مضت , فاتبعها حتى وقف على بابها فأبصر , و جلي عن قلبه , و حضرته هذه الآية : " إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون " فخر مغشيا عليه , فنظرت إليه المرأة فإذا هو كالميت , فلم تزل هي و جارية لها يتعاونان عليه حتى ألقياه على باب داره , فخرج أبوه فرآه ملقى على باب الدار لما به , فحمله , و أدخله فأفاق , فسأله : ما أصابك يا بني ؟ فلم يخبره , فلم يزل به حتى أخبره , فلما تلا الآية شهق شهقة فخرجت نفسه , فبلغ عمر رضي الله عنه قصته فقال: ألا آذنتموني بموته ؟ فذهب حتى وقف على قبره فنادى : يا فلان " و لمن خاف مقام ربه جنتان " فسمع صوتا من داخل القبر : قد أعطاني ربي يا عمر ...

روضة المحبين و نزهة المشتاقين لابن القيم الجوزية

الحمد لله



Cette « douà » est tellement riche en hassanettes que même les anges ne savent pas les noter

La « douà » est la suivante

allahoma laka lhamd kama yanbaghi li jalali wakhika wa adhimi soultanika

الفتى المتعبد و الجارية



كان بالكوفة فتى جميل الوجه شديد التعبد و الإجتهاد , فنزل في جوار قوم من النخع , فنظر إلى جارية منهن جميلة فهويها , و هام بها عقله , و نزل بالجارية ما نزل به , فأرسل يخطبها من أبيها , فأخبره أبوها أنها مسماة لابن عم لها , فلما اشتد عليهما ما يقاسيانه من ألم الهوى أرسلت إليه الجارية : قد بلغني شدة محبتك لي و قد اشتد بلائي بك , فإن شئت زرتك , و إن شئت سهلت لك أن تأتيني إلى منزلي , فقال للرسول : و لا واحدة من هاتين الخلتين , " إني أخاف إن عصيت ربي عذاب يوم عظيم " , أخاف نارا لا يخبو سعيرها , و لا يخمد لهيبها فلما أبلغها الرسول قوله قالت : و أراه مع هذا يخاف الله ؟ و الله ما أحد أحق بهذا من أحد , و إن العباد فيه لمشتركون , ثم انخلعت من الدنيا و ألقت علائقها خلف ظهرها و جعلت تتعبد , و هي مع ذلك تذوب و تنحل حبا للفتى و شوقا إليه حتى ماتت من ذلك , فكان الفتى يأتي قبرها فيبكي عنده و يدعو لها , فغلبته عينه ذات يوم على قبرها فرآها في منامه في أحسن منظر , فقال: كيف أنت و ما لقيت بعدي ؟

قالت :

نعم المحبة يا سؤلي محبتكم

حب يقود إلى خير و إحسان

فقال : على ذلك إلام صرت ؟ فقالت :

إلى نعيم و عيش لا زوال له

في جنة الخلد ملك ليس بالفاني

فقال لها : اذكريني هناك فإني لست أنساك , فقالت : و لا أنا و الله أنساك , و لقد سألت مولاي و مولاك أن يجمع بيننا فأعني على ذلك بالإجتهاد , فقال لها : متى أراك ؟ فقالت : ستأتينا عن قريب فترانا , فلم يعش الفتى بعد الرؤيا إلا سبع ليال حتى مات , رحمه الله ...

ابن القيم الجوزية

السبت، 24 مارس 2012

يوسف أيها الصديق



قد ذكر الله سبحانه و تعالى عن يوسف الصديق عليه السلام من العفاف أعظم ما يكون , فإن الداعي الذي اجتمع في حقه لم يجتمع في حق غيره , فإنه عليه السلام كان شابا , و الشباب مركب الشهوة , و كان عزبا ليس عنده ما يعوضه , و كان غريبا عن أهله و وطنه , و المقيم بين أهله و أصحابه يستحي منهم أن يعلموا به فيسقط من عيونهم , فإذا تغرب زال هذا المانع , و كان في صورة المملوك و العبد لا يأنف مما يأنف منه الحر , و كانت المرأة ذات منصب و جمال , و الداعي مع ذلك أقوى من داعي من ليس كذلك , و كانت هي المطالبة فيزول بذلك كلفة تعرض الرجل و طلبه و خوفه من عدم الإجابة , و زادت مع الطلب الرغبة التامة و المراودة التي يزول معها ظن الإمتحان و الإختبار لتعلم عفافه من فجوره , و كانت في محل سلطانها و بيتها , بحيث تعرف وقت الإمكان و مكانه الذي تناله العيون , و زادت من ذلك تغليق الأبواب لتأمن هجوم الداخل على بغتة , و أتته بالرغبة و الرهبة , و مع هذا كله فعف لله و لم يطعها , و قدم حق الله و حق سيدها على ذلك كله , و هذا أمر لو ابتلي به سواه لم يعلم كيف كانت تكون حالته ...

* ابن القيم الجوزية *

اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق و المغرب

اللهم لا تجعلني فتنة لأحد و ثبتني يا الله و ثبت قلوب أرواح أحببناها و أفتح لهم أبواب الخير أينما كانوا و أجعل خطاهم إلى الجنة .

لو أننا لم نفترق



ماكنت أعرف والرحيلُ يشدُّنا

أني أودّعُ مهجتي وحياتي

ماكان خوفي من رحيلٍ آتي

لم يبق شيئاً منذ كان وداعنا

غير الجراحِ تئنُّ في كلماتي

لو أننــــــــــــــــا لــــــــــــــم نفتـــــــــــــــــــــــــرق

* فاروق جويدة *

يؤلمنا أن الطيور هاجرت و أخذت معها أعشاشها هم لا يدركون أنها كانت عزائنا الوحيد في لحظات الفقد

يتركون لنا كل الحب و كثيرا من الألم .

الجمعة، 23 مارس 2012

محمد المسكي (قصة واقعية)



كان هناك في قديم الزمان شاب من أهل التقوى رغم أنه في عنفوان شبابه حيث كان جميل جدا و كان يعمل من صنع يده حيث يقوم بتصليح المراوح اليدوية القديمة من ورق وسعف النخيل وغيره فأشتهر بالمروحي بين الناس بحكم صنعته , وذات مرة وهو في السوق ومعه بضاعته طلت عليه من إحدى الشرف إمرأة ونادته بصوتها , يا مروحي ... و قالت له : تعال أريد أن أشتري منك مراوح ... , وعندما صعد إليها في مسكنها وكانت إمرأة غنية حسناء و في غاية الجمال ... و كانت قد تهيأت له بزينة ساحرة وفتنة كبيرة علها تغويه , و عندما أحضر إليها المراوح , راودته عن نفسه و طلبت منه ذلك بالقول , فذهل المروحي للكلام الذي سمعه منها وأخذ لونه يتغير, فأبى , فقالت له إما أن تفعل ما آمرك به أو أصرخ بأعلى صوتي وأفضحك أمام السوق وأهل القرية جميعا وأقول أن المروحي تهجم علي ...


أخذ يذكرها بالله ويتوسل إليها أن تتركه وشأنه ولكنها لم تصغ إليه وعندما يأس , أخذ يفكر بحيلة لعله يتخلص منها , و كان حديث نفسه إن هو زنى بها فلقد أغضب الله و إن لم يفعل فضحته أمام القوم , فكان في حيرة من أمره , و مع صعوبة الموقف قاوم نفسه الأمارة بالسوء ثم إهتدى إلى حيلة ...


قال لها أوافق على ما تطلبينه مني على أن تدليني إلى الحمام حتى أقضي حاجتي أولا , فأفسحت له الطريق و أتجه هو إلى المكان , و هناك نزع قميصه و بدأ يأخذ من قاذورات الحمام و يلطخ بها جسمه من أعلى رأسه إلى أخمص قدميه ... و يغرف من الأرض و يمسح في رقبته و بين ثنايا أذنه و في شعره و رأسه و صدره ...


أهان نفسه طاعة لخالقه ثم خرج عليها بتلك الحالة و الوسخ يملأ وجهه الجميل و الرائحة الكريهة تفوح منه ... و عندما رأته إشمأزت من حالته , فنهرته و طردته من بيتها ...

فخرج وكان يمر من بين الناس وهو في تلك الحاله لكن العجيب أن رائحة المسك هي التي كانت تفوح منه في كل مكان يذهب إليه و بقيت الرائحة الطيبة فيه إلى أن مات رحمه الله و أشتهر بها حيث كان الناس يشمونها على بعد مسافة كبيرة حتى لقب "بمحمد المسكي "

رحمه الله و ثبت الله قلوب إخواننا في الله و جعلهم يخطون بخطى يوسف الصديق عليه السلام و محمد المسكي ... و نطلب دعائهم لنا ... ,

الخميس، 22 مارس 2012

جزء من مشهد سفر و فراق مفاجيء



جاء الصباح فنهض بول من مضجعه القلق المضطرب ... و مشى .... فلم يزل سائرا حتى لمح الخادم ماري واقفة على رأس هضبة عالية تنظر جهة البحر , فذعر إذ رآها , و ناداها :

أين فرجيني يا ماري ؟

فأطرقت رأسها و بكت , فجن جنونه , و علم بما كان , و هرع إلى شاطيء البحر يعدو عدو الظليم , فلم يرى أمامه على سطح الماء شيئا , و حدثه الناس هناك أن السفينة قد أقلعت قبيل الفجر , و أنها قد تجاوزت مدى البصر فلا سبيل إلى رؤيتها , فكر راجعا حتى وصل إلى ذلك الجبل العظيم الذي يسمونه جبل الإستكشاف , .... حتى بلغ قمته العليا و ضرب الفضاء بنظره , فلم ير في عرض البحر إلا نقطة سوداء صغيرة تتلاشى شيئا فشيئا , فعلم أنها السفينة التي تحمل فرجيني , فاستمر نظره عالقا بها لا يفارقها حتى غابت عن عينيه , فظل واقفا حيث هو , ينظر حيث ينظر , كأنما يظن أنها لا تزال باقية في مكانها , و ظل على ذلك ساعة حتى نشأت أمام عينيه سحابة سوداء حجبت عنه كل شيء , فلوى رأسه و انفجر باكيا و أنشأ يعج عجيجا محزنا يرن في أجواف الغابات و الأدغال و تردد صداه أكناف الجبال , ... ثم أخذ يتكلم كأنما يحدث نفسه و يقول :


و لم لم ينبئوني بالساعة التي تسافر فيها لأقضي حق وداعها قبل أن تفارقني ؟ إنهم لو فعلوا لما زدت شيئا على ..... ثم أقول لها : إن كنت تذكرين يا فرجيني أني أسأت إليك يوما من الأيام أو بدرت مني بادرة آلمتك و جرحت نفسك , فاغفري لي ذنبي قبل أن تفارقيني , و إن كنت عزمت على أن تجعلي فراقك هذا الفراق الأخير الذي لا لقاء بعده , و أن تتخذي لك في المكان الذي تذهبين إليه أخا غيري , تمنحينه من عطفك و ودك مثل ما كنت تمنحينني فأنت في حل من ذلك و هنيئا لك ما تختارين و ما تؤثرين , فلا تكن ذكراي سببا في تنغيص عيشك المقبل و تكدير حياتك الجديدة ثم أنصرف بعد ذلك لشأني ...

السعادة



و هنا تنفس الشيخ الصعداء ثم قال :

أستطيع أن أقول لك يا بني إن السعادة ينبوع يتفجر من القلب , لا غيث يهطل من السماء , و أن النفس الكريمة الراضية البريئة من أدران الرذائل و أقذارها , و مطامع الحياة و شهواتها , سعيدة حيثما حلت , و أني وجدت في القصر و في الكوخ , في المدينة و في القرية , في الأنس و في الوحشة , في المجتمع و في العزلة , و بين الآكام و الصخور , فمن أراد السعادة فلا يسأل عنها بين القصور و الدور , و بين الفضة و الذهب , و القصور و البساتين , و الأرواح و الرياحين , بل يسأل عنها نفسه التي بين جنبيه , فهي ينبوع سعادته و هنائه إن شاء , و مصدر شقائه و بلائه إن أراد , و ما هذه الابتسامات التي نراها تتلألأ في أفواه الفقراء و المساكين و المحزونين و المتألمين لأنهم سعداء في عيشهم , بل لأنهم سعداء في أنفسهم , و ما هذه الزفرات التي نسمعها تتصاعد من صدور الأغنياء و الأثرياء , و أصحاب العظمة و الجاه , لأنهم أشقياء في عيشهم , بل لأنهم أشقياء في أنفسهم ....

الأربعاء، 21 مارس 2012

لأنها الروح ....



أي هرب ما دامت الأشياء تسكننا , وما دمنا حين نرحل هرباً منها, نجد أنفسنا وحيدين معها وجهاً لوجه

أحبكم في الله



لحظات الوداع ،، لحظات شبيهة الصدق ،، كثيفة الفضول بالغة التوتر ،، تختزل فيها التفاصيل التافهة وتتعامل مع الجواهر ،، تتألق البصيرة وتتوهج الروح،، محاولة أختطاف آخر زهرة على شجرة الحب ، في الوداع نحن لانودع حقاً إننا نزداد إلتصاقاً بالمحبوب، كأن الفراق أكذوبة أخترعناها لإنعاش حاسة الحب , ...

لكن تعاقبنا عليه الظروف بالحرمان



وقالت "ليس لي غير هذا الصديق يا والدي ولن يبقى لي سواه إذا ما تركتني , فهل أتعزى به وهو متعذب مثلي؟ هل يتعزى كسير القلب بالقلب الكسير؟ إن الحزينة لا تتصبر بحزن جارتها كما أن الحمامة لا تطير بأجنحة مكسورة , هو رفيق لنفسي ولكنني قد أثقلت عاتقه بأشجاني حتى لويت ظهره وسملت عينيه بعبراتي فلم يعد يرى غير الظلمة."

الاثنين، 19 مارس 2012

يكابر فينا المخبأ منّا



تنوء ظهورُ الخيولِ ... فتشقى

وظهري تمرّس في الاحتمالْ

وصبري كقهري كبيرٌ ...

وحزني جبالْ

اشدّ القوافي

كما عودتني الليالي

ومَنذا سوايَ إذا ضقت ذرعاً بصمتي

أشدُّ إليه الرحال ؟

تنوء الليالي ... بحلمٍ

قصي الدروب بعيد القطوف

وصعب المنال

شوارع هذه المدينة تغفو على أيّ شيءٍ !

على تمتمات ِ المقاهي الحزينة تغفو وصوت الدعاء

على العتمِ تغفو على الكهرباء

على المتعبين ملياً

على ... صرخات الثكالى

على العائدين بغير عشاء

على أي شيء شوارع هذه المدينة تغفو

سوى الفرح المستحيل

وعفو السماء

هو القهر يسكن فينا

كأنا

من القهرِ نعجن خبز الصباح

وجرح المساء

تعبنا ...

.... و لكن

يكابر فينا المخبأ منّا

لنصحو طيوراً تحلّق حين تغنّي

فبعضُ غناءِ الطيورِ نزيفٌ

وبعضُ غناءِ الطيورِ بكاءْ

الرجل الصالح ( ابن المبارك )



* و يؤثرون على أنفسهم و لو كان بهم خصاصة *
كان لابن المبارك جار يهودي , فكان يبدأ فيطعم اليهودي قبل أبنائه , و يكسوه قبل أبنائه , فقالوا لليهودي : بعنا دارك , قال : داري بألفي دينار , ألف قيمتها , و ألف جوار ابن المبارك ... فسمع ابن المبارك ذلك , فقال : اللهم , إهده إلى الإسلام , فأسلم بإذن الله ...
و مر ابن المبارك حاجا بقافلة , فرأى امرأة أخذت غرابا ميتا من مزبلة , فأرسل في أثرها غلامه فسألها , فقالت : ما لنا منذ ثلاثة أيام إلا ما يلقى بها । فدمعت عيناه , و أمر بتوزيع القافلة في القرية , و عاد و ترك حجته تلك السنة , فرأى في منامه قائلا يقول : حج مبرور , و سعي مشكور , و ذنب مغفور ...

الجمعة، 24 فبراير 2012

إذا ما خلوْتَ، الدّهرَ، يوْماً، فلا تَقُلْ



إذا ما خلوْتَ، الدّهرَ، يوْماً، فلا تَقُلْ

خَلَوْتَ ولكِنْ قُلْ عَلَيَّ رَقِيبُ

ولاَ تحْسَبَنَّ اللهَ يغفِلُ ساعة

وَلا أنَ مَا يخفَى عَلَيْهِ يغيب

لهَوْنَا، لَعَمرُ اللّهِ، حتى تَتابَعَتْ

ذُنوبٌ على آثارهِنّ ذُنُوبُ

فَيا لَيتَ أنّ اللّهَ يَغفِرُ ما مضَى ،

ويأْذَنُ فِي تَوْباتِنَا فنتُوبُ

إذَا ما مضَى القَرْنُ الذِي كُنتَ فيهمِ

وخُلّفْتَ في قَرْنٍ فَأنْت غَريبُ

وإنَّ أمرءًا قَدْ سارَ خمسِينَ حِجَّة ٍ

إلى مَنْهِلِ مِنْ وردِهِ لقَرِيبُ

نَسِيبُكَ مَنْ ناجاكَ بِالوُدِّ قَلبُهُ

ولَيسَ لمَنْ تَحتَ التّرابِ نَسيبُ
فأحْسِنْ جَزاءً ما اجْتَهَدتَ فإنّما

بقرضِكَ تُجْزَى والقُرُوضُ ضُروبُ

الخميس، 23 فبراير 2012

ارتدي بدلة لتشاهد نفسك وجسدك بعمر الثمانين عامًا



تحت شعار : " إذا حاولت أن تخرج بعض العملات المعدنية من كيس نقودك وأنت ترتدي هذه الحلة، فلن تشكو أبدًا من مسن يأخذ وقتًا طويلًا ليدفع قيمة مشترياته "

تمكنت شركة ألمانية من ابتكار بدلة تجعل من يرتديها وكأن عمره ثمانيين عامًا، وذلك بعد مساعدة طلبة كلية الطب على دراسة الظواهر الصحية في هذه السن المتقدمة.
والحلة مزودة بأثقال عند المفاصل وبخوذة مزودة بشاشة وجه صفراء شفافة وسماعات رأس خاصة وقفازات تقيد حركة اليدين، وتضم زوجًا من السراويل وجاكت ثقيلة، ما يعطي الانطباع الكلي بأن ما بداخلها إنسان آلي ممتلئ الجسم.
وأصبحت هذه الحلة تستخدم منذ فترة في مصحة إيفانجليش جرياتريزنتروم ببرلين لرعاية المرضى المسنين، ويتدرب طلبة الطب من مستشفى تشاريتي ببرلين على رعاية من دخلوا مرحلة الشيخوخة في المصحة .

كم نتمنى أن تبتكر هذه الشركة بدلة أخرى يستطيع من خلالها عجوز الثمانين أن يشعر أنه في سن العشرين بعد أن يرتديها .

الأربعاء، 22 فبراير 2012

كفى بالله وكيلا وشهيدا



ذكر البخاريُّ في صحيحهِ : أن رجلاً من بني إسرائيل طلب من رجلٍ أن يُقرضه ألف دينارٍ ، قال : هل لك شاهدٌ ؟ قال : ما معي شاهدٌ إلا اللهُ . قال : كفى بالله شهيداً . قال : هل معك وكيلٌ ؟ قال : ما معي وكيل إلا اللهُ . قال : كفى بالله وكيلاً. ثم أعطاه ألف دينار ، وذهب الرجل وكان بينهما موعدٌ وأجلٌ مسمَّى ، وبينهما نهرٌ في تلك الديارِ ، فلما حان الموعدُ أتى صاحبُ الدنانيرِ ليعيدها لصاحبِها الأولِ ، فوقف على شاطئ النهرِ ، يريدُ قارباً يركبُه إليه ، فما وجد شيئاً ، وأتى الليلُ وبقي وقتاً طويلاً ، فلم يجدْ من يحملُه ، فقال : اللهمَّ إنه سألني شهيداً فما وجدتُ إلا أنت ، وسألني كفيلاً فما وجدتُ إلا أنت ، اللهمّ بلِّغْه هذه الرسالة . ثم أخذ خشبةً فنقرها وأدخل الدنانير فيها ، وكتب فيها رسالةً ، ثم أخذ الخشبة ورماها في النهرِ ، فذهبتْ بإذنِ الله ، وبلطفِ اللهِ ، وبعنايةِ اللهِ سبحانه وتعالى ، وخرج ذاك الرجلُ صاحبُ الدنانير الأولُ ينتظرُ موعد صاحبهِ ، فوقف على شاطئ النهرِ وانتظر فما وجد أحداً ، فقال : لِم لا آخذ حطباً لأهل بيتي ؟! فعرضتْ له الخشبةُ بالدنانير ، فأخذها وذهب بها إلى بيتِه ، فكسرها فوجد الدنانير والرسالة .

الثلاثاء، 14 فبراير 2012



ليس ثمّة نسيان جميل أو سريع. لا أحد بإمكانه أن يهديك النسيان قبل وقته. أو يبيعك إيّاه قبل أن يتفتّح على أغصانه. عليك أن تقتنيه بألمك و أرقك و دموعك. هذه هي العملة الوحيدة التي تتعامل بها الأحاسيس في مواجهة الفقدان الكبير.


التذكار شكل من أشكال اللقاء

الجمعة، 3 فبراير 2012

إنما العيد لمن أطاع الله



عندما دخل المسلمون في يوم العيد ليهنئوا أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز , فلما انصرف الرجال و دخل الغلمان , و كان من بينهم ابن عمر بن عبد العزيز و هو يلبس ثيابا رثة (قديمة) و أبناء الرعية يلبسون الثياب الجديدة الجميلة , فبكى أمير المؤمنين فتقدم إليه ابنه , و قال له : يا ابتاه ما الذي طأطأ بك رأسك و أبكاك ؟ قال : لا شيء يا بني سوى أني خشيت أن ينكسر قلبك و أنت بين أبناء الرعية بتلك الثياب البالية القديمة و هم يلبسون الثياب الجديدة ...

فقال له الإبن : يا ابتاه إنما ينكسر قلب من عرف الله فعصاه , و عق أمه و أباه , أما أنا فلا و الله , إنما العيد لمن أطاع الله ...

* و حقا إنما العيد لمن أطاع الله *

غفرانك يا رب نرجوا رحمتك

فاللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعفوا عنا

Les dernières volontés d'Alexandre Le Grand



Alexandre Le Grand
Les dernières volontés d'Alexandre Le Grand
Sur le point de mourir, Alexandre convoqua ses généraux et leur communiqua ses dernières volontés, ses trois ultimes exigences
Que son cercueil soit transporté à bras d'homme par les meilleurs médecins de l'époque.
Que les trésors qu'il avait acquis (argent, or, pierres précieuses...), soient dispersés tout le long du chemin jusqu'à sa tombe, et...
Que ses mains restent à l'air libre se balançant en dehors du cercueil à la vue de tous.
L'un de ses généraux, étonné de ces requêtes insolites, demanda à Alexandre quelles en étaient les raisons.Alexandre lui expliqua alors ce qui suit :
Je veux que les médecins les plus éminents transportent eux-mêmes mon cercueil pour démontrer ainsi que face à la mort, ils n'ont pas le pouvoir de guérir.
Je veux que le sol soit recouvert de mes trésors pour que tous puissent voir que les biens matériels ici acquis, restent ici-bas.
Je veux que mes mains se balancent au vent, pour que les gens puissent voir que les mains vides nous arrivons dans ce monde et les mains vides nous en repartons quand s'épuise pour nous le trésor le plus précieux de tous: le temps. En mourant nous n'emportons aucun bien matériel avec nous, bien que les bonnes actions, je pense, soient une espèce de chèques de voyage.

Le temps est le trésor le plus précieux que nous ayons parce qu'il est Limité.Nous pouvons produire plus d'argent, mais pas plus de temps.
Quand nous consacrons du temps à quelqu'un, nous lui accordons une portion de notre vie que nous ne pourrons jamais récupérer, notre temps est notre vie.
Le meilleur cadeau que tu puisses donner à quelqu'un est ton temps et accorde le toujours à la famille ou à un bon ami.

الخميس، 19 يناير 2012

قلبي برحمتك اللهم ذو أنس




قلبي برحمتك الـلهم ذو أنـس

في السر والجهر والإصباح والغلس

وما تقلبت من نومي وفي سنتي

إلا وذكرك بين الـنـَفس والنفـَس

لقد مننت على قلبي بمعرفة

بأنك الله ذو الآلاء والقـدس

وقد أتيت ذنوبا أنت تعلمها

ولم تكن فاضحي فيها بفعل مسي

فامنن علـي بذكر الصالحين ولا

تجعل علي إذا في الدين من لبسي

وكن معي طول دنياي

ويوم حشري بما أنزلت في عبسي

الإمام الشافعي رحمه الله

في ذكرى المولد النبوي الشريف (في حضرة المحبوب محمد رسول الله)



اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم صلاة ترضيك وترضيه وترضى بها عنا يارب العالمين .
اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم عدد خلقك ورضاء نفسك وزنة عرشك ومداد كلماتك
اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم بعدد ما ذكره الذاكرون وغفلَ عن ذكره الغافلون .
اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي الحبيب العالي القدر ، العظيم الجاه وعلى آله وصحبه وسلم.
اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم صلاه تصله وتوصلنا به.
اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم صلاه تفتحُ بيننا وبينه فتحاً مبيناً.
اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم بعدد حسنات سيدنا محمد .
اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم صلاة تصرف بها عنا السوء وسوء الفحشاء والمنكر .
اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم صلاة تجمعنا معه في كل وقت وحين.
اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم صلاة ترزقنا بها شفاعته وزيارته واتباعَ سنته آمين.

شمس الفراق




الشمس مثل الأحبة


تجيء و تذهب بلا استئذان


و عندما تذهب يظلم كل شيء

الفاروق عمر بن الخطاب



بعد استشهاد سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه بليلتين رآه ابن عباس في رؤيا
فقال : يا أمير المؤمنين كيف حالك ؟


قال له عمر: طاشت تلك الاشارات وضاعت تلك العبارات ...

قال ابن عباس: ماذا صنع الله بك ؟

قال عمر: والله لقد كاد عرشي أن يهد لولا أني لقيته غفورا رحيما

قال ابن عباس: بنصرتك للاسلام ؟ قال عمر:لا

قال ابن عباس:بعلمك ؟ قال عمر:لا

قال ابن عباس: بعدلك؟ قال عمر:لا

قال ابن عباس:إنما بماذا ؟

قال عمر: أسير بالمدينة يوما، فرأيت أطفالا يلعبون بعصفور قيدوه بخيط ففككت الخيط وطار العصفور

فقيل لي ياعمر: فككت إسار العصفور ونحن نفك إسارك من النار وندخلك الجنة