الأربعاء، 6 أكتوبر 2010

سلامٌ على الدنيا إذا لم يكن بها صديق صدوق صادق الوعد منصفا " الامام الشافعي"

إذا المرء لا يرعاك إلا تكلُّفاً فدعه ولا تُكثر عليه التأسُّفا

ففي الناس أبدالٌ وفي الترك راحةٌ وفي القلب صبرٌ للحبيب ولو جفا


فما كُلُّ من تهواه يهواك قَلْبُهُ ولا كُلُّ من صافيتهُ لك قد صفا


إذا لم يكن صفو الوداد طبيعة فلا خير في خلٍّ يجيءُ تكلُّفا

ولا خير في خِلٍّ يخون خليلَهُ ويلقاه من بعد المودَّة بالجفا


وينكر عيشاً قد تقادم عهده ويظهر سراً كان بالأمس قد خفا


سلامٌ على الدنيا إذا لم يكن بها صديق صدوق صادق الوعد منصفا

استعن برب الغنم يكفك كلابه


يروى الإمام ابن الجوزي ـ رحمه الله تعالى ـ قال: "حكي عن بعض السلف أنه قال لتلميذه: ما تصنع بالشيطان إذا سول لك الخطايا؟ قال التلميذ: أجاهده.قال الشيخ: فإن عاد؟! قال: أجاهده.قال الشيخ: فإن عاد؟! قال: أجاهده.فقال الشيخ: هذا يطول يا بني ولكن إن مررت بغنم فنبحك كلبها أو منعك من العبور فماذا تصنع؟ قال: أجاهده قال: يا بني هذا أمر يطول، استعن برب الغنم يكفك كلابه.

الاثنين، 4 أكتوبر 2010

فن السرور



هذا عائض القرني يقول ان أعظم النعم سرور القلب ، واستقراره وهدوءه ، فإن في سروره ثبات الذهن وجودة الإنتاج وابتهاج النفس ، وقالوا. إن السرور فن يدرس ، فمن عرف كيف يجلبه ويحصل عليه ، ويحظى به استفاد من مباهج الحياة ومسار العيش ، والنعم التي من بين يديه ومن خلفه. والأصل الأصيل في طلب السرور قوة الاحتمال ، فلا يهتز من الزوابع ولا يتحرك للحوادث ، ولا ينزعج للتوافه. وبحسب قوة القلب وصفائه ، تشرق النفس.

ومن أعداء السرور ضيق الأفق ، وضحالة النظرة ، والاهتمام بالنفس فحسب ، ونسيان العالم وما فيه ، والله قد وصف أعداءه بأنهم ( أهمتهم أنفسهم) ، فكأن هؤلاء القاصرين يرون الكون في داخلهم ، فلا يفكرون في غيرهم ، ولا يعيشون لسواهم ، ولا يهتمون للآخرين. إن علي وعليك أن نتشاغل عن أنفسنا أحيانا ، ونبتعد عن ذواتنا أزمانا لننسى جراحنا وغمومنا وأحزاننا ، فنكسب أمرين : إسعاد أنفسنا ، وإسعاد الآخرين.

من الأصول في فن السرور : أن تلجم تفكيرك وتعصمه ، فلا يتفلت ولا يهرب ولا يطيش ، فإنك إن تركت تفكيرك وشأنه جمح وطفح ، وأعاد عليك ملف الأحزان وقرأ عليك كتاب المآسي منذ ولدتك أمك. إن التفكير إذا شرد أعاد لك الماضي الجريح والمستقبل المخيف ، فزلزل أركانك وهز كيانك وأحرق مشاعرك ، فاخطمه بخطام التوجه الجاد المركز على العمل المثمر المفيد ، { وتوكل على الحى الذي لا يموت } .
ومن الأصول أيضا في دراسة السرور : أن تعطي الحياة قيمتها ، وأن تنزلها منزلتها ، فهي لهو ، ولا تستحق منك إلا الإعراض والصدود ، لأنها أم الهجر ومرضعة الفجائع ، وجالبة الكوارث ، فمن هذه صفتها كيف يهتم بها ، ويحزن على ما فات منها. صفوها كدر ، وبرقها خلب ، ومواعيدها سراب بقيعة ، مولودها مفقود ، وسيدها محسود ، ومنعمها مهدد
،
وعاشقها مقتول بسيف غدرها.