الخميس، 29 مارس 2012

أيها الطائر


أَمَا وَالَّذِي شَاءَ لَمْ يَخْلُقِ النَّوَى


لَئِنْ غِبْتَ عَنْ عَيْنِي لما غِبْتَ عَنْ قَلْبِي


أَخِي رَعَاكَ اللَّهُ فِي كُلِّ وِجْهَة تَوَجَّهْتَهَا مَا بَيْنَ شَرْقٍ إِلَى غَرْبِ


تَوَهَّمُ مِنْكَ الشَّوْقَ حَتَّى كأنني أُنَاجِيكَ مِنْ قُرْبٍ


وَإِنْ لَمْ تَكُنْ قُرْبِي وَأَرْقُبُ إِشْفَاقِي عَلَيْكَ مِنَ الْقَذَى وَهَبْ ضَمِيرِي مِنْهُ أَجْنِحَةَ الرُّعْبِ


عَسَى وَلَعَلَّ اللَّهَ يَسْتُرُ مَا انْطَوَتْ عَلَيْهِ مِنَ الأَقْدَارِ مِنْ شِدَّةِ الْكَرْبِ

أبو العتاهية

الحب



لما سئل الإمام الغزالي عن أسباب الحب أجاب و قال:

خمسة أسباب للحب هي :

* حب الإنسان لوجوده وبقائه إذ لا يخفى أن الإنسان يحب نفسه ومعنى ذالك أن في طبعه ميلا إلى دوام وجوده وينفر من العدم والهلاك ويكره الموت والقتل فالمحبوب الأول للإنسان ذاته تم سلامة أعضائه ثم ماله ثم ولده ثم عشيرته و أصدقاؤه

* حب الإنسان من أحسن إليه فالإنسان عبد الإحسان وقد جلبت القلوب على حب من أحسن إليها وبغض من أساء اليها

* حب الإنسان للإحسان نفسه وهنا يحب الإنسان الشيئ لذاته لا لشخص المحسن ولا لحظ يناله منه

* حب الإنسان لكل ماهو جميل فإن كل جمال محبوب إذا فيه عين اللذة واللذة محبوبة لذاتها لا لغيرها والحسن والجمال موجودان في غير المحسوسات إذ يقال هذا خلق حسن وهذا علم حسن وهذه سيرة حسنة وهذه أخلاق جميلة

* حب الإنسان لمن بينه وغيره مناسبة خفية في الباطن إذ رب شخصين تتأكد المحبة بينهما لا بسبب جمال أو حظ ولكن لمجرد تناسب الأرواح

** الأَرْوَاحُ جُنُودٌ مُجَنَّدَةٌ فَمَا تَعَارَفَ مِنْهَا ائْتَلَفَ وَمَا تَنَاكَرَ مِنْهَا اخْتَلَفَ **

Je t’aime papa / أحبك أبي



في كل شيء يا أبي ألقاك
في ضعفي ... و خوفي ... و ابتهالي
):'

الأربعاء، 28 مارس 2012

Habibi ya rassoul allah



Mohamed rassoul allah el salat w salam alyhi avant sa mort, il dit

Mes frères d'Ohod (les martyrs) me manquent! Je veux leur rendre visite » Il alla les voir et leur dit: «Assalam aleykoum martyrs d'Ohod! Vous êtes les précurseurs et je suis, inch'Allah, le suivant. » Sur le chemin du retour, il se mit à pleurer, et ses compagnons lui demandèrent : «Qu'est-ce qui te fait pleurer ya rassoul'Allah? »Il répondit: « Mes frères me manquent! » On lui dit alors : « Ne sommes-nous pas tes frères? » Il dit : Non! Vous êtes mes compagnons! Mes frères sont des gens qui viendront après moi, croiront en moi alors qu'ils ne m'ont pas vu

إقامتي رحيل



همسَ بيتي في أذني : " لا تهجرني ... في داخلي يسكنُ ماضيك "

وقالت ليَ الطَّريق : " تعالَ اتبعني ... أنا مستقبلُك "

وللبيت والطريق أقول: "لا ماضٍ لي ولا مستقبل , إذا أقمتُ فإقامتي رحيلٌ، وإن رحلتُ فرحيلي بقاءٌ وحدَهما، المحبَّةُ والموت، قادران على تغيير جميع الأشياء" ...

جبرانيات فاطيمية



احتقرتُ نفسي سبعَ مرَّات:

الأولى، عندما رأيتُها تتظاهرُ الوضاعة وهي تنشدُ الرِّفعة

والثانية عندما رأيتها تترنَّح متجاوزة العَرْجى

والثالثة عندما خُيِّرتْ بين السَّهل والشَّاق ففضَّلت السَّهل

والرابعة عندما اقترفَتْ ذنباً وراحتْ تبرِّره باقتراف الآخرين ذنوباً مماثلة

والخامسة عندما عجِزَتْ عن فعل شيء لضعفها وعزَتْ صبرَها إلى القوَّة

والسادسة عندما احتقرتْ بشاعة وجهٍ تبيَّن أنه أحدُ براقعها

والسابعة عندما غنَّتْ مديحاً واعتبرتْ غناءَها فضيلة

الثلاثاء، 27 مارس 2012

إذا ما بكيت أراك ابتسامه


لماذا أراك وملء عيوني
دموع الوداع؟
لماذا أراك وقد صرت شيئا
بعيدا.. بعيدا..
توارى... وضاع؟

إذا ما بكيت أراك ابتسامه
وإن ضاق دربي أراك السلامة
وإن لاح في الأفق ليل طويل
تضيء عيونك.. خلف الغمامة
* * *
لماذا أراك على كل شيءٍ
كأنكِ في الأرضِ كل البشر
كأنك دربٌ بغير انتهاءٍ
وأني خلقت لهذا السفر..
إذا كنت أهرب منك .. إليك
فقولي بربك.. أين المفر؟!



* فاروق جويدة *

الإيمان



جزى الله الإيمان عنا خيرا , فلولاه لثقلت على عواتقنا هذه الهموم التي نعالجها , و لولاه لعجزنا عن أن نتنفس الراحة التي تعيننا على المسير في صحراء هذه الحياة القاحلة , فهو النجم الخافق الذي يلمع من حين إلى حين في سماء الليلة المظلمة المدلهمة فينير أرجائها , و هو الدوحة الفينانة التي يلجأ إليها المسافر في حرور الصحراء و سمومها فيجد في ظلالها راحته و سكونه , و هو الجرعة الباردة التي يظفر بها الظاميء الهيمان فينقع بها غلته , و يفثأ لوعته , و هو المطرة الشاملة التي تنزل بالأرض القاحلة فتهتز تربتها و تحيي مواتها و تبعث في صميمها القوة و الحياة , و هل كنا نستطيع أن نبقى لحظة واحدة في هذه الدار التي لا نفلت فيها من هم إلا إلى هم , و لا نفزع من رزء إلا إلى رزء , لو لا يقيننا أن هذه الطريق الشائكة التي نسير فيها إنما هي سبيلنا الوحيد الذي يفضي بنا إلى النعيم الذي أعده الله في جواره للصابرين من عباده ؟ و هل كان في استطاعة مريضنا الذي يئس من الشفاء , و فقيرنا الذي عجز عن القوت , و ثاكلتنا التي فقدت واحدها من حيث لا ترجو سواه , أن يحتفظوا بعقولهم سليمة , و مداركهم صحيحة , و عزائمهم متماسكة , لولا أنهم يعلمون أن حياتهم لا تنقضي بانقضاء أنفاسهم على ظهر الأرض , و أن حياة أخرى في عالم غير هذا العالم , لا سقم فيها و لا مرض , و لا بؤس و لا شقاء ؟ ....

الأحد، 25 مارس 2012

زيارة الحكمة



في هدوء الليل جاءت الحكمة و وقفت بقرب مضجعي و نظرت إلي نظرة الأم الحنون و مسحت دموعي و قالت : سمعت صراخ نفسك فأتيت لأعزيها , ابسط قلبك أمامي فأملأه نورا , سلني فأريك سبيل الحق , فقلت : من أنا أيتها الحكمة و كيف سرت إلى هذا المكان المخيف ؟ ما هذه الأماني العظيمة و الكتب الكثيرة و الرسوم الغريبة ؟ ما هذه الأفكار التي تمر كسرب الحمام ؟ ما هذا الكلام المنظوم بالميل , المنثور باللذة ؟ ما هذه النتائج المحزنة , المفرحة , المعانقة روحي , المساورة قلبي؟ ما هذه العيون المحدقة بي , الناظرة أعماقي , المنصرفة عن آلامي ؟ ما هذه الأصوات النائحة على أيامي , المترنمة بصغري ؟ ما هذا الشباب المتلاعب بميولي , المستهزيء بعواطفي , الناسي أعمال الأمس , الفارح بتفاهة الحال , المستنكف من بطء الغد ؟ ما هذا العالم السائر بي إلى حيث لا أدري , الواقف معي موقف الهوان ؟ ما هذه الأرض الفاغرة فاها لابتلاع الأجسام , المفرجة صدرها لسكنى المطامع ؟ ما هذا الإنسان الراضي بمحبة السعادة , و دون وصالها الهاوية, الطالب قبلة الحياة و الموت يصفعه, الشاري دقيقة اللذة بعام الندامة , المستسلم للكرى و الأحلام تناديه , السائر مع سواقي الجهالة إلى خليج الظلمة ؟ ما هذه الأشياء أيتها الحكمة ؟ .....

قالت : .....................................................

اذهب إلى البرية تجد النحلة حائمة حول الزهور و النسر ينقض على الفريسة , أدخل بيت جارك تر الطفل مدهوشا بأشعة النار و الوالدة مشغولة بأعمال منزلها , أنت كالنحلة و لا تصرف أيام الربيع ناظرا أعمال النسر , كن كالطفل و أفرح بأشعة النار و دع والدتك و شأنها , كل ما تراه كان و يكون من أجلك , ... الكتب الكثيرة و الرسوم الغريبة و الأفكار الجميلة هي أشباح نفوس الذين تقدموك , .... الكلام الذي تحوكه هو الواصل بينك و بين إخوانك البشر , ... النتائج المحزنة المفرحة هي البذور التي ألقاها الماضي في حقل النفس و سوف يستغلها المستقبل ... إن هذا الشباب المتلاعب بميولك هو الفاتح باب قلبك لدخول النور , إن هذه الأرض الفاغرة فاها هي التي تخلص نفسك من عبودية جسدك , ... إن هذا العالم السائر بك هو قلبك , فقلبك هو كل ما تظنه عالما , .... إن هذا الإنسان الذي تراه جاهلا و صغيرا هو الذي جاء من لدن الله ليتعلم الفرح بالحزن و المعرفة من الظلمة ....

و وضعت الحكمة يدها على جبهتي الملتهبة و قالت : سر إلى الأمام و لا تقف البتة , فالأمام هو الكمال , سر و لا تخش أشواك السبيل , فهي لا تستبيح إلا الدماء الفاسدة ...

و لمن خاف مقام ربه جنتان



كان بالمدينة فتى يعجب عمر بن الخطاب رضي الله عنه شأنه , فانصرف ليلة من صلاة العشاء فتمثلت له إمرأة بين يديه , فعرضت له بنفسها , ففتن بها و مضت , فاتبعها حتى وقف على بابها فأبصر , و جلي عن قلبه , و حضرته هذه الآية : " إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون " فخر مغشيا عليه , فنظرت إليه المرأة فإذا هو كالميت , فلم تزل هي و جارية لها يتعاونان عليه حتى ألقياه على باب داره , فخرج أبوه فرآه ملقى على باب الدار لما به , فحمله , و أدخله فأفاق , فسأله : ما أصابك يا بني ؟ فلم يخبره , فلم يزل به حتى أخبره , فلما تلا الآية شهق شهقة فخرجت نفسه , فبلغ عمر رضي الله عنه قصته فقال: ألا آذنتموني بموته ؟ فذهب حتى وقف على قبره فنادى : يا فلان " و لمن خاف مقام ربه جنتان " فسمع صوتا من داخل القبر : قد أعطاني ربي يا عمر ...

روضة المحبين و نزهة المشتاقين لابن القيم الجوزية

الحمد لله



Cette « douà » est tellement riche en hassanettes que même les anges ne savent pas les noter

La « douà » est la suivante

allahoma laka lhamd kama yanbaghi li jalali wakhika wa adhimi soultanika

الفتى المتعبد و الجارية



كان بالكوفة فتى جميل الوجه شديد التعبد و الإجتهاد , فنزل في جوار قوم من النخع , فنظر إلى جارية منهن جميلة فهويها , و هام بها عقله , و نزل بالجارية ما نزل به , فأرسل يخطبها من أبيها , فأخبره أبوها أنها مسماة لابن عم لها , فلما اشتد عليهما ما يقاسيانه من ألم الهوى أرسلت إليه الجارية : قد بلغني شدة محبتك لي و قد اشتد بلائي بك , فإن شئت زرتك , و إن شئت سهلت لك أن تأتيني إلى منزلي , فقال للرسول : و لا واحدة من هاتين الخلتين , " إني أخاف إن عصيت ربي عذاب يوم عظيم " , أخاف نارا لا يخبو سعيرها , و لا يخمد لهيبها فلما أبلغها الرسول قوله قالت : و أراه مع هذا يخاف الله ؟ و الله ما أحد أحق بهذا من أحد , و إن العباد فيه لمشتركون , ثم انخلعت من الدنيا و ألقت علائقها خلف ظهرها و جعلت تتعبد , و هي مع ذلك تذوب و تنحل حبا للفتى و شوقا إليه حتى ماتت من ذلك , فكان الفتى يأتي قبرها فيبكي عنده و يدعو لها , فغلبته عينه ذات يوم على قبرها فرآها في منامه في أحسن منظر , فقال: كيف أنت و ما لقيت بعدي ؟

قالت :

نعم المحبة يا سؤلي محبتكم

حب يقود إلى خير و إحسان

فقال : على ذلك إلام صرت ؟ فقالت :

إلى نعيم و عيش لا زوال له

في جنة الخلد ملك ليس بالفاني

فقال لها : اذكريني هناك فإني لست أنساك , فقالت : و لا أنا و الله أنساك , و لقد سألت مولاي و مولاك أن يجمع بيننا فأعني على ذلك بالإجتهاد , فقال لها : متى أراك ؟ فقالت : ستأتينا عن قريب فترانا , فلم يعش الفتى بعد الرؤيا إلا سبع ليال حتى مات , رحمه الله ...

ابن القيم الجوزية

السبت، 24 مارس 2012

يوسف أيها الصديق



قد ذكر الله سبحانه و تعالى عن يوسف الصديق عليه السلام من العفاف أعظم ما يكون , فإن الداعي الذي اجتمع في حقه لم يجتمع في حق غيره , فإنه عليه السلام كان شابا , و الشباب مركب الشهوة , و كان عزبا ليس عنده ما يعوضه , و كان غريبا عن أهله و وطنه , و المقيم بين أهله و أصحابه يستحي منهم أن يعلموا به فيسقط من عيونهم , فإذا تغرب زال هذا المانع , و كان في صورة المملوك و العبد لا يأنف مما يأنف منه الحر , و كانت المرأة ذات منصب و جمال , و الداعي مع ذلك أقوى من داعي من ليس كذلك , و كانت هي المطالبة فيزول بذلك كلفة تعرض الرجل و طلبه و خوفه من عدم الإجابة , و زادت مع الطلب الرغبة التامة و المراودة التي يزول معها ظن الإمتحان و الإختبار لتعلم عفافه من فجوره , و كانت في محل سلطانها و بيتها , بحيث تعرف وقت الإمكان و مكانه الذي تناله العيون , و زادت من ذلك تغليق الأبواب لتأمن هجوم الداخل على بغتة , و أتته بالرغبة و الرهبة , و مع هذا كله فعف لله و لم يطعها , و قدم حق الله و حق سيدها على ذلك كله , و هذا أمر لو ابتلي به سواه لم يعلم كيف كانت تكون حالته ...

* ابن القيم الجوزية *

اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق و المغرب

اللهم لا تجعلني فتنة لأحد و ثبتني يا الله و ثبت قلوب أرواح أحببناها و أفتح لهم أبواب الخير أينما كانوا و أجعل خطاهم إلى الجنة .

لو أننا لم نفترق



ماكنت أعرف والرحيلُ يشدُّنا

أني أودّعُ مهجتي وحياتي

ماكان خوفي من رحيلٍ آتي

لم يبق شيئاً منذ كان وداعنا

غير الجراحِ تئنُّ في كلماتي

لو أننــــــــــــــــا لــــــــــــــم نفتـــــــــــــــــــــــــرق

* فاروق جويدة *

يؤلمنا أن الطيور هاجرت و أخذت معها أعشاشها هم لا يدركون أنها كانت عزائنا الوحيد في لحظات الفقد

يتركون لنا كل الحب و كثيرا من الألم .

الجمعة، 23 مارس 2012

محمد المسكي (قصة واقعية)



كان هناك في قديم الزمان شاب من أهل التقوى رغم أنه في عنفوان شبابه حيث كان جميل جدا و كان يعمل من صنع يده حيث يقوم بتصليح المراوح اليدوية القديمة من ورق وسعف النخيل وغيره فأشتهر بالمروحي بين الناس بحكم صنعته , وذات مرة وهو في السوق ومعه بضاعته طلت عليه من إحدى الشرف إمرأة ونادته بصوتها , يا مروحي ... و قالت له : تعال أريد أن أشتري منك مراوح ... , وعندما صعد إليها في مسكنها وكانت إمرأة غنية حسناء و في غاية الجمال ... و كانت قد تهيأت له بزينة ساحرة وفتنة كبيرة علها تغويه , و عندما أحضر إليها المراوح , راودته عن نفسه و طلبت منه ذلك بالقول , فذهل المروحي للكلام الذي سمعه منها وأخذ لونه يتغير, فأبى , فقالت له إما أن تفعل ما آمرك به أو أصرخ بأعلى صوتي وأفضحك أمام السوق وأهل القرية جميعا وأقول أن المروحي تهجم علي ...


أخذ يذكرها بالله ويتوسل إليها أن تتركه وشأنه ولكنها لم تصغ إليه وعندما يأس , أخذ يفكر بحيلة لعله يتخلص منها , و كان حديث نفسه إن هو زنى بها فلقد أغضب الله و إن لم يفعل فضحته أمام القوم , فكان في حيرة من أمره , و مع صعوبة الموقف قاوم نفسه الأمارة بالسوء ثم إهتدى إلى حيلة ...


قال لها أوافق على ما تطلبينه مني على أن تدليني إلى الحمام حتى أقضي حاجتي أولا , فأفسحت له الطريق و أتجه هو إلى المكان , و هناك نزع قميصه و بدأ يأخذ من قاذورات الحمام و يلطخ بها جسمه من أعلى رأسه إلى أخمص قدميه ... و يغرف من الأرض و يمسح في رقبته و بين ثنايا أذنه و في شعره و رأسه و صدره ...


أهان نفسه طاعة لخالقه ثم خرج عليها بتلك الحالة و الوسخ يملأ وجهه الجميل و الرائحة الكريهة تفوح منه ... و عندما رأته إشمأزت من حالته , فنهرته و طردته من بيتها ...

فخرج وكان يمر من بين الناس وهو في تلك الحاله لكن العجيب أن رائحة المسك هي التي كانت تفوح منه في كل مكان يذهب إليه و بقيت الرائحة الطيبة فيه إلى أن مات رحمه الله و أشتهر بها حيث كان الناس يشمونها على بعد مسافة كبيرة حتى لقب "بمحمد المسكي "

رحمه الله و ثبت الله قلوب إخواننا في الله و جعلهم يخطون بخطى يوسف الصديق عليه السلام و محمد المسكي ... و نطلب دعائهم لنا ... ,

الخميس، 22 مارس 2012

جزء من مشهد سفر و فراق مفاجيء



جاء الصباح فنهض بول من مضجعه القلق المضطرب ... و مشى .... فلم يزل سائرا حتى لمح الخادم ماري واقفة على رأس هضبة عالية تنظر جهة البحر , فذعر إذ رآها , و ناداها :

أين فرجيني يا ماري ؟

فأطرقت رأسها و بكت , فجن جنونه , و علم بما كان , و هرع إلى شاطيء البحر يعدو عدو الظليم , فلم يرى أمامه على سطح الماء شيئا , و حدثه الناس هناك أن السفينة قد أقلعت قبيل الفجر , و أنها قد تجاوزت مدى البصر فلا سبيل إلى رؤيتها , فكر راجعا حتى وصل إلى ذلك الجبل العظيم الذي يسمونه جبل الإستكشاف , .... حتى بلغ قمته العليا و ضرب الفضاء بنظره , فلم ير في عرض البحر إلا نقطة سوداء صغيرة تتلاشى شيئا فشيئا , فعلم أنها السفينة التي تحمل فرجيني , فاستمر نظره عالقا بها لا يفارقها حتى غابت عن عينيه , فظل واقفا حيث هو , ينظر حيث ينظر , كأنما يظن أنها لا تزال باقية في مكانها , و ظل على ذلك ساعة حتى نشأت أمام عينيه سحابة سوداء حجبت عنه كل شيء , فلوى رأسه و انفجر باكيا و أنشأ يعج عجيجا محزنا يرن في أجواف الغابات و الأدغال و تردد صداه أكناف الجبال , ... ثم أخذ يتكلم كأنما يحدث نفسه و يقول :


و لم لم ينبئوني بالساعة التي تسافر فيها لأقضي حق وداعها قبل أن تفارقني ؟ إنهم لو فعلوا لما زدت شيئا على ..... ثم أقول لها : إن كنت تذكرين يا فرجيني أني أسأت إليك يوما من الأيام أو بدرت مني بادرة آلمتك و جرحت نفسك , فاغفري لي ذنبي قبل أن تفارقيني , و إن كنت عزمت على أن تجعلي فراقك هذا الفراق الأخير الذي لا لقاء بعده , و أن تتخذي لك في المكان الذي تذهبين إليه أخا غيري , تمنحينه من عطفك و ودك مثل ما كنت تمنحينني فأنت في حل من ذلك و هنيئا لك ما تختارين و ما تؤثرين , فلا تكن ذكراي سببا في تنغيص عيشك المقبل و تكدير حياتك الجديدة ثم أنصرف بعد ذلك لشأني ...

السعادة



و هنا تنفس الشيخ الصعداء ثم قال :

أستطيع أن أقول لك يا بني إن السعادة ينبوع يتفجر من القلب , لا غيث يهطل من السماء , و أن النفس الكريمة الراضية البريئة من أدران الرذائل و أقذارها , و مطامع الحياة و شهواتها , سعيدة حيثما حلت , و أني وجدت في القصر و في الكوخ , في المدينة و في القرية , في الأنس و في الوحشة , في المجتمع و في العزلة , و بين الآكام و الصخور , فمن أراد السعادة فلا يسأل عنها بين القصور و الدور , و بين الفضة و الذهب , و القصور و البساتين , و الأرواح و الرياحين , بل يسأل عنها نفسه التي بين جنبيه , فهي ينبوع سعادته و هنائه إن شاء , و مصدر شقائه و بلائه إن أراد , و ما هذه الابتسامات التي نراها تتلألأ في أفواه الفقراء و المساكين و المحزونين و المتألمين لأنهم سعداء في عيشهم , بل لأنهم سعداء في أنفسهم , و ما هذه الزفرات التي نسمعها تتصاعد من صدور الأغنياء و الأثرياء , و أصحاب العظمة و الجاه , لأنهم أشقياء في عيشهم , بل لأنهم أشقياء في أنفسهم ....

الأربعاء، 21 مارس 2012

لأنها الروح ....



أي هرب ما دامت الأشياء تسكننا , وما دمنا حين نرحل هرباً منها, نجد أنفسنا وحيدين معها وجهاً لوجه

أحبكم في الله



لحظات الوداع ،، لحظات شبيهة الصدق ،، كثيفة الفضول بالغة التوتر ،، تختزل فيها التفاصيل التافهة وتتعامل مع الجواهر ،، تتألق البصيرة وتتوهج الروح،، محاولة أختطاف آخر زهرة على شجرة الحب ، في الوداع نحن لانودع حقاً إننا نزداد إلتصاقاً بالمحبوب، كأن الفراق أكذوبة أخترعناها لإنعاش حاسة الحب , ...

لكن تعاقبنا عليه الظروف بالحرمان



وقالت "ليس لي غير هذا الصديق يا والدي ولن يبقى لي سواه إذا ما تركتني , فهل أتعزى به وهو متعذب مثلي؟ هل يتعزى كسير القلب بالقلب الكسير؟ إن الحزينة لا تتصبر بحزن جارتها كما أن الحمامة لا تطير بأجنحة مكسورة , هو رفيق لنفسي ولكنني قد أثقلت عاتقه بأشجاني حتى لويت ظهره وسملت عينيه بعبراتي فلم يعد يرى غير الظلمة."

الاثنين، 19 مارس 2012

يكابر فينا المخبأ منّا



تنوء ظهورُ الخيولِ ... فتشقى

وظهري تمرّس في الاحتمالْ

وصبري كقهري كبيرٌ ...

وحزني جبالْ

اشدّ القوافي

كما عودتني الليالي

ومَنذا سوايَ إذا ضقت ذرعاً بصمتي

أشدُّ إليه الرحال ؟

تنوء الليالي ... بحلمٍ

قصي الدروب بعيد القطوف

وصعب المنال

شوارع هذه المدينة تغفو على أيّ شيءٍ !

على تمتمات ِ المقاهي الحزينة تغفو وصوت الدعاء

على العتمِ تغفو على الكهرباء

على المتعبين ملياً

على ... صرخات الثكالى

على العائدين بغير عشاء

على أي شيء شوارع هذه المدينة تغفو

سوى الفرح المستحيل

وعفو السماء

هو القهر يسكن فينا

كأنا

من القهرِ نعجن خبز الصباح

وجرح المساء

تعبنا ...

.... و لكن

يكابر فينا المخبأ منّا

لنصحو طيوراً تحلّق حين تغنّي

فبعضُ غناءِ الطيورِ نزيفٌ

وبعضُ غناءِ الطيورِ بكاءْ

الرجل الصالح ( ابن المبارك )



* و يؤثرون على أنفسهم و لو كان بهم خصاصة *
كان لابن المبارك جار يهودي , فكان يبدأ فيطعم اليهودي قبل أبنائه , و يكسوه قبل أبنائه , فقالوا لليهودي : بعنا دارك , قال : داري بألفي دينار , ألف قيمتها , و ألف جوار ابن المبارك ... فسمع ابن المبارك ذلك , فقال : اللهم , إهده إلى الإسلام , فأسلم بإذن الله ...
و مر ابن المبارك حاجا بقافلة , فرأى امرأة أخذت غرابا ميتا من مزبلة , فأرسل في أثرها غلامه فسألها , فقالت : ما لنا منذ ثلاثة أيام إلا ما يلقى بها । فدمعت عيناه , و أمر بتوزيع القافلة في القرية , و عاد و ترك حجته تلك السنة , فرأى في منامه قائلا يقول : حج مبرور , و سعي مشكور , و ذنب مغفور ...